أقوال مفيدة حاثة على تعلم النحو لما فيه من تقويم للسان و ثبات للجنان ، و حتى يستفيد منه كل من له غيرة أبية عربية صرفة على لغتنا الحبيبة :
" فالحِرصُ على أداء ألفاظ القرآن الكريم و السنَّة النبويَّة على الوَجْه الصحيح الذي انتهَت به إلينا واجبٌ شرعيٌّ وعلميٌّ، لا يُقبَل التهاونُ به بحال ".
في حديث أبي الزناد أن رجلاً قرأ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرشدوا صاحبكم. وحدث أبو العيناء عن وهب ابن جرير أنه قال لفتى من باهلة يا بني: اطلب النحو فإنك لن تعلم منه باباً إلا تدرعت من الجمال سربالاً. وفي حديث سعيد بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن ".
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب أولاده على اللحن، ولا يضربهم على الخطأ. ووجد في كتاب عامل له لحناً، فأحضره وضربه درة واحدة.وعن ابن شهاب أنه قال: ما أحدث الناس مروءة أعجب إلي من تعلم الفصاحة. وحدث يحيى بن عتيق قال سألت الحسن: فقلت يا أبا سعيد الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن المنطق ويقيم بها قراءته، قال حسن: يا بني فتعلمها فإن الرجل يقرأ الآية فيعيا بوجهها فيهلك فيها.قال الزهري: ما أحدث الناس مروءة أحب إلي من تعلم النحو.وقال شاعر يصف النحو:اقتبس النحو فنعم المقتبس ... والنحو زين وجمال ملتمس
صاحبه مكرم حيث جلس ... من فاته فقد تعمى وانتكس
كأن ما فيه من العي خرس ... شتان ما بين الحمار والفرس
وقال آخر:لولا كم كان يلفى كل ذي خطل ... للنحو مدعياً بين النحارير
لم لا أشد على من لا يقوم بها ... من وقعة السمر والبيض المآثير
قرع رجل على الحسن البصري الباب وقال: يا أبو سعيد، فلم يجبه، فقال: أبي سعيد، فقال الحسن: قل الثالثة وادخل.
وحدث النضر بن شميل، قال: أخبرنا الخليل ابن أحمد، قال: سمعت أيوب السجستاني يحدث بحديث فلحن فيه، فقال: أستغفر الله: يعني أنه عد اللحن ذنباً.
وكان ابن سيرين يسمع الحديث ملحوناً، فيحدث به على لحنه، وبلغ ذلك الأعمش، فقال: إن كان ابن سيرين يلحن فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يلحن، فقومه. ودخل أعرابي السوق فسمعهم يلحنون فقال: العجب، يلحنون ويربحون؟؟.
وكان معاوية بن بجير عامل البصرة لا يلحن، فمات بجير بالبصرة، ومعاوية بفارس خليفة أبيه، فقال الرسول الذي جاء بنعيه: مات بجيراً، فقال له: لحنت لا أم لك. فقال أخوه عبد الله بن بجير:ألم تر أن خير بني بجير ... معاوية المحقق ما ظننتا
أتاه مخبر ينعى بجيـراً ... علانية فقال له لحنتـا.
وقال الجاحظ: عيوب المنطق التصحيف، وسوء التأويل، والخطأ في الترجمة، فالتصحيف يكون من وجوه: من التخفيف، والتثقيل، ومن قبل الإعراب، ومن تشابه صور الحروف. وسوء التأويل: من الأسماء المتواطئة أي أنك تجد اسماً لمعان، فتتأول على غير المراد. وكذلك سوء الترجمة.
قال أبو عمرو بن العلاء: إنما سمي النحوي نحوياً، لأنه يحرف الكلام إلى وجوه الإعراب، واللحن مخالفة الإعراب، واللحن على جهة أخرى أن يكلم الرجل صاحبه بالكلام يعرفانه بينهما، ولا يعرفه سواهما، وأنشد ابن الكلبي لمالك ابن أسماء:منطق صائب، وتلحن أحيا ناً ...وخير الحديث ما كان لحنـاً
أمغط مني على بصرى بالسحب... أم أنت أكمل الناس حسنا
وحديث أستلذه هو ممـا ... ينعت الناعتـون يوزن وزنـا
وعن سعيد بن سلم قال: دخلت على الرشيد فبهرني هيبة وجمالاً فلما لحن خف في عيني، وعن الشعبي، قال حلي الرجال العربية، وحلي النساء الشحم.وحدث التاريخي بإسناد رفعه إلى سلمة بن قتيبة قال: كنت عند ابن هبيرة الأكبر، قال: فجرى الحديث حتى ذكر العربية فقال: والله ما استوى رجلان دينهما واحد، وحسبهما واحد، ومروءتهما واحدة، أحدهما يلحن والآخر لا يلحن إن أفضلهما في الدنيا والآخرة الذي لا يلحن.قال[ أبو حيان التوحيدي ]: فقلت أصلح الله الأمير، هذا أفضل في الدنيا لفضل فصاحته وعربيته، أرأيت الآخرة ما باله فضل فيها، قال: إنه يقرأ كتاب الله على ما أنزله الله، والذي يلحن يحمله لحنه على أن يدخل في كتاب الله ما ليس فيه، ويخرج منه ما هو فيه، قال: قلت صدق الأمير وبر.وحدّث عن أبي ثوابة عن عمرو بن أبي عمرو الشيباني عن أبيه، قال: تكلم أبو جعفر المنصور في مجلس فيه أعرابي فلحن فصر الأعرابي أذنيه، فلحن مرة أخرى أعظم من الأولى، فقال الأعرابي: أف لهذا، ما هذا؟. ثم تكلم فلحن الثالثة، فقال الأعرابي: أشهد لقد وليت هذا الأمر بقضاء وقدر، وحدث بإسناد رفعه إلى الواقدي قال: صلى رجل من آل الزبير، خلف أبي جعفر المنصور وقرأ، " ألهاكم التكاثر " . فلحن في موضعين قال: فلما سلم التفت الزبيري إلى رجل كان إلى جانبه فقال: ما كان أهون هذا القرشي على أهله. وقال بعض الشعراء:النحو يبسط من لسان الألكن ... والمرء نعظمه إذا لم يلحن
وإذا طلبت من العلوم أجلها ... فأجلها عندي مقيم الألسن
وقال آخر:إما تريني وأثوابي مقاربة ... نيست بخز ولا من حر كتان
فإن في المجد هماتي وفي لغتي ... علوية ولساني غير لحان
وحدث قال: قدم طاهر بن الحسين، والعباس بن محمد ابن موسى على الكوفة، فزاره قوم من سوادها. فوجه العباس كاتبه إليه، فلما دخل على طاهر. قال له: أخيك أبي موسى يقرأ عليك السلام، قال. وما أنت منه؟ قال كاتبه الذي يطعمه الخبز قال نعم، علي بعيسى بن عبد الرحمن، قال. فجاء، وكان عيسى كاتب طاهر، فقال. اكتب وأنت قائم بصرف العباس بن محمد بن موسى عن الكوفة، إذ لم يتخذ كاتباً يحسن الأداء عنه.
وحدث فيما أسنده إلى الضحاك بن زمل السكسكي، وكان من أصحاب المنصور قال: كنا مع سليمان بن عبد الملك بدابق، إذ قام إليه السحاح الأزدي الموصلي، فقال يا أمير المؤمنين: إن أبينا هلك وترك مال كثير، فوثب أخانا على مال أبانا فأخذه، فقال سليمان: فلا رحم الله أباك ولا نيح عظام أخيك، ولا بارك الله لك فيما ورثت، أخرجوا هذا اللحان عني. فأخذ بيده بعض الشاكرية وقال: قم فقد آذيت أمير المؤمنين.
وقال نافع مولى ابن عمر: كان ابن عمر [ رضي الله عنهما ] يضرب ولده على اللحن، كما يضربهم على تعليم القرآن.
قال حماد ابن سلمة: مثل الذي يكتب الحديث ولا يعرف النحو، مثل الحمار عليه مخلاته ولا شعير فيها.
روى عن الشعبي أنه قال: لأن أقرأ وأسقط أحب إلي من أقرأ وألحن. وقال محمد بن الليث: النحو في الأدب، كالملح في الطعام، فكما لا يطيب الطعام إلا بالملح، لا يصلح الأدب إلا بالنحو.
وقال رجل لبنيه: يا بني أصلحوا من ألسنتكم، فإن الرجل تنوبه النائبة، يحتاج أن يتجمل فيها، فيستعير من أخيه دابة ومن صديقه ثوباً، ولا يجد من يعيره لسانا.
وحدث عن الأصمعي أنه قال: أخوف ما أخاف على طالب العلم، إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " لأنه لم يكن يلحن، فمهما رويت عنه، ولحنت فقد كذبت عليه.
وقال عبد الملك: اللحن في الكلام أقبح من آثار الجدري في الوجه. ورأى أبو الأسود الدؤلي أعدالا للتجار مكتوب عليها لأبو فلان. فقال: سبحان الله يلحنون ويربحون. ويقال: من أحب أن يجد الكبر في نفسه فليتعلم العربية.ألم يعلم أن بعضهم استدل على أن النحو فرض كفاية إن لم يقل إنه فرض عين. وقال الشيخ تقي الدين ابن الصلاح: أخشى على من تعاطى الحديث ولم يدر النحو، أن يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمدا، فليتبوء مقعده من النار.ثم إنه استثنى أشياء من ذلك لا تعرف إلا بالإعراب.قالت العرب : إنه لا يتوصل إلى معرفة الغامض إلا بعد معرفة الواضح، ومن لم يعرف البين لم يعرف العويص، لينتقل في التفهم من الأدنى إلى الأعلى.
- علي بن حموة الكسائي أبو الحسن كوفي. نزل بغداد وأدب محمد بن الرشيد وهو إمام أهل الكوفة في النحو والقراءة وأستاذ الفراء والأحمر والكسائي قليل الشعر وله أبيات يصف فيها النحو ويحث على تعلمه مشهورة أولها:نما النحو قياس يتبع ... وبه في كل أمرٍ ينتفع
فإذا ما أبصر النحو الفتى ... مر في المنطق مراً فاتسع
وإذا لم يعرف النحو الفتى ... هاب أن ينطق حسناً فانقعمع
يقرأ القرآن ما يعلم ما ... صرف الأعراب فيه وصنع
فتراه يخفص الرفع وما ... كان من نصب ومن خفض رفع
و هذا مثال عن اللحن في الحديث الشريف:
((.... قوله صلى الله عليه وسلم في حديث لقيط بن صبرة وافد بني المُنْتَفِق :حين أراح الراعي غنمه ، ومعه سخلةٌ تيعر [ السخلة ولد الشاة من الضأن ، والمعز حين يولد ذكراً كان أو أنثى ، تيعر : يعني بصوتها ] فقال صلى الله عليه وسلم: " ما وَلَّدْتَ يا غلام ؟ " قال : بَهْمَة . قال صلى الله عليه وسلم: " فاذبح لنا مكانها شاةً " ، ثم قال : " لا تحسبنَّ أنَّا من أجلِكَ ذبحناها " .
الرواية " وَلَّدْتَ " بتشديد اللام ، على وزن فَعَّلْتَ ، خطاب المواجهة ، وأكثر المحدثين يقولون : ما " وَلَدَتْ " ، يريدون : ما وَلَدَتِ الشاةُ ، وهو غلط .
تقول العربُ : وَلَّدْتُ الشاةَ : إذا نُتِجَتْ عندك فوليتَ أمر ولادها .
وأنشدنا أبو عمر قال : أنشدنا أبو العباس ثعلب :
إذا ما ولَّدوا يوماً تَنَادَوْ … ا أَجْدِيٌّ تحتَ شاتِكَ أم غلامٌ
ويقال : ولدتِ الغنمُ وِلاداً ، وفي الآدميات : وَلَدَتِ المرأةُ ولادةً ، ومن الناس من يجعلها شيئاً واحداً .
وقوله : " لا تحسبنَّ أنا ذبحناها من أجلِكَ " ، معناه : نفي الرياء ، وترك الاعتداد بالقِرَى على الضيف))من إصلاح غلط المحدثين للإمام الخطّابي ت388 .
الأبيات:النَّحوُ يَبْسُط من لسان الأَلْكن ... والمرءُ تُكْرمه إذا لم يَلْحَنِ
وإذا طلبت من العلوم أجلها ... فأجلها عندي مقيم الألسن
موجودة في:
-( العقد الفريد لابن عبد ربه ج1 ص 248 فصل:" في اللحن و التصحيف "
- و في الكامل للمبرد م 11 ص 111.
- و في صبح الأعشى للقلقشندي و قد نسبهما إلى أبي سعيد البصري ج1 ص 66 فصل :" المعرفة بالنحو"
- و في التمثيل و المحاضرة للثعالبي : ص 37 ، و قد زاد هذا البيت : لحن الشريف يحطه عن قدره ... فتراه يسقط من لحاظ الأعين ).
هذين البيتين:إمَّا تَرَانِي وأثوابي مُقاربَةٌ ... ليست بخَزٍّ ولا من حُرِّ كَتَّانِ
فإنّ في المجد هِمَّاتي وفي لُغَتي ... عُلوِيَّةً ولساني غيرُ لَحَّانِ
- (ورد ذكرهما في " الأشباه والنظائر من أشعار المتقدمين " ص 118 تأليف الخالديان ).
- كما ذكرهما الجاحظ في البيان و التبيين ص 52. فصل : " ذكر ما قالوا في مديح اللسان " و أورد قبلهما هذا البيت:أبا ضُبيعةَ لا تَعْجَل بسيِّئةٍ ... إلى ابن عمك واذكُرْه بإحسانِ
الأبيات:منطق صائب، وتلحن أحيا ... ناً وخير الحديث ما كان لحناً
أمغط مني على بصرى بالسحب... أم أنت أكمل الناس حسنا
وحديث ألذه هو مما ... ينعت الناعتون يوزن وزنا
- في البيان و التبيين للجاحظ : ص 47 ، و ص 69.
- و صبح الاعشى للقلقشندي : ص 69.
- و الشعر و الشعراء لابن قتيبة: ج1 ص 169.
- و سمط الآلى للميمني: ص 129.
- و مجلس ثعلب: ص 102.
- و مصارع العشاق للسرّاج القارئ: ص 132.
الأبيات:انما النحو قياس يتبع ... وبه في كل أمرٍ ينتفع
فإذا ما أبصر النحو الفتى ... مر في المنطق مراً فاتسع
وإذا لم يعرف النحو الفتى ... هاب أن ينطق حسناً فانقمع
يقرأ القرآن ما يعلم ما ... صرف الأعراب فيه وصنع
فتراه يخفص الرفع وما ... كان من نصب ومن خفض رفع
- معجم الشعراء للمرزباني ص 44 . فصل : ذكر من اسمه علي
- الورقة لمحمد بن داود بن الجرَّاح ص 12 ، وقد أورد نفس الأبيات مع تغيير طفيف في أحرف منها كما هو ملاحظ:إنما النحوُ قياسٌ يتبعْ ...وبه في كلِّ أمرٍ ينتفعْ
وإذا ما أبصرَ النحوَ الفتى ...مر في المنطق مراً فأتسعْ
وإذا لم يعرف النحوَ الفتىَ ...هاب أن ينطقَ جبناً فانقمعْ
يقرأ القرانَ لا يعلمُ ما ...صرفَ الإعرابُ فيه وصنعْ
فتراهُ يخفضُ الرفعَ وإن كان... من نصبٍ ومنْ خفضٍ رفعْ.
و هذه مجموعة آخرى من الأقاويل في النحو :
- قال أُبَيُّ بن كعب رضي الله عنه: (( تعلموا العربية كما تتعلَّمون حِفْظ القرآن )) (تنبيه الألباب: ص 76).
- قال قتادة : (( لا أسأل عن عقل رجل لم يدلَّه عقله على أن يتعلَّم من العربية ما يُصْلح به لسانه )) (تنبيه الألباب: ص 71).
-... قال مجاهد: لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالماً بلغات العرب... ولا يكفي في حقه معرفة اليسير منها فقد يكون اللفظ مشتركاً وهو يعلم أحد المعنيين والمراد الآخر.الثاني: النحو، لأن المعنى يتغير ويختلف باختلاف الإعراب فلا بد من اعتباره، أخرج أبو عبيد عن الحسن أنه سئل عن الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن النطق ويقيم بها قراءته، فقال: حسن فتعلمها، فإن الرجل يقرأ الآية فيعيي بوجهها فيهلك فيها..." ( الإتقان في علوم القرآن للسيوطي: ص 443).
- قال أبو حاتم الرازي : ((النحو معيار جميع كلام العرب، ما كان منه منثورا، وما كان منه شعرا، وما كان منه سجعا، وغير ذلك من وجوه كلام العرب، وبالنحو يرتل القرآن الذي هو كلام الله عز وجل فيعرب كل حرف منه به ، ويقوم عليه ، حتى لا يترك حرف واحد إلا ويعطى حقه من الإعراب، وهكذا كان الفصحاء من العرب يفعلون في كلامهم كله، يعطون كل حرف حظه من الإعراب)) (أبو حاتم ، الزينة ص 90 – 91).
- قال عبد الله بن المبارك رحمه الله : ((إذا سمعتم عني الحديث فاعرضوه على أصحاب العربية ، ثم أحكموه)) (الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص255).
- قال الحافظ الخطيب: بعد أن ذكر حديث جابر مرفوعا: ((إذا أرفت الحدود فلا شفعة)).قال: قال لي القاضي أبو الطيب الطبري : سمعت أبا محمد البارقي يقول: ((ذكر لنا الداركي هذا الحديث في تدريسه في كتابه الشفعة ، فقال: إذا أزفت الحدود)).فسألت عثمان بن جني النحوي المتوفى سنة اثنين وتسعين وثلاث مائة عن هذه الكلمة ، فلم يعرفها ، ولا وقف على صحتها .فسألت المعافى بن زكريا النهرواني المتوفى سنة تسعين وثلاث مائة عن هذا الحديث وذكرت له طرقه ، فلم أستتم المسألة حتى قال: ((إذا أرفت الحدود)) والأرف: المعالم ، يريد: إذا بينت الحدود وعينت المعالم ، ميزت فلا شفعة. ( الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص 411).
- قال أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان أبو حاتم السجستاني النحوي ، البصري المتوفى سنة خمس وخمسين ومائتين: كان عفان ابن مسلم يجيء إلى الأخفش وإلى أصحاب النحو ، يعرض عليهم الحديث يعربه .فقال له الأخفش : عليك هذا- يعنيني- وكان بعد ذلك يجيء إلي حتى عرض علي حديثا كثيرا". ( الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص 255).
- قال أبو الحسن علي بن عبد الغني الحُصْري ( ت : 488 هـ ):وأحسِنْ كلام العُرْب إن كنت مقرئًا ... وإلا فتخطي حين تقرأ أو تُقري
قد يدَّعي علم القراءة معشر ... وباعهم في النحو أقصر من شبر
فإن قيل : ما إعراب هذا ووزنه ... رأيت طويل الباع يقصر عن فتر
(شرح القصيدة الحصرية لابن عظيمة الإشبيلي : 2 / 26).وقال الداني : - في صفات من يُؤخذ عنهم العلم - :وفَهِم اللغاتِ والإعرابا ... وعلم الخطأ والصَّوابا
وقال أيضا:وكل من لا يعرف الإعرابا ... فربَّما قد يترك الصوابا
(الأرجوزة المنبهة: 168، 171 )
- قال خلف بن هشام (150 - 229 ه ): (( أشكل علي باب من النحو، فأنفقت ثمانية آلاف درهم، حتى حذقته)) ( الذهبي ، معرفة القراء الكبار ص 172 ).